الاتصالات الاستراتيجية: إعادة التفكير في السمعة في عالم سريع التغير



عندما دخلنا  في أول جائحة في جيلنا، كتبتُ في المنتدى الاقتصادي العالمي كيف سيشهد عام 2020 ولادة "اقتصاد الثقة".

يبدو الأمر وكأنني أخالف توقعاتي بعض الشيء، ولكن يبدو أن انعدام الثقة بدلاً من منحها، هو الذي يشكل العالم من حولنا في الآونة الأخيرة.

فنحن نعيش في عصر ترتفع فيه درجات الحرارة، ولا أقصد فقط من الناحية المناخية.

تحمل الحرارة

يتزايد نزوح الناس في جميع أنحاء العالم بسبب الحروب والقمع السياسي والفقر والأحداث المناخية. كل يوم، تخاطر العائلات بكل شيء بحثاً عن بيئات أفضل. كما يتزايد التفاوت والتعصب والظلم. ويشهد التضليل الإعلامي انتشاراً واسعاً.

أضف إلى هذا المزيج، الآثار الثقافية والاجتماعية والأمنية والدفاعية المترتبة على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والرسائل المشفرة والتعلم باستخدام الآلة وما إلى ذلك. إن الذكاء الاصطناعي الجيني مذهل، ولكن كما هو الحال مع كل ما هو جديد، فهو يُسفر أيضاً عن بعض الدروس الصعبة والتكاليف المؤلمة، مما يتطلب حوكمة أفضل للبيانات ومراقبة جودتها وحسن تقديرها.

فمن الذي يتحمل المسؤولية في هذه البيئة إذاً؟

المصداقية.

المساواة في الحصول على المعلومات.

الشمولية.

والأصول الأكثر قيمة للشركة - سمعتها.

إبقاء الأمور هادئة

قبل أن تفترض أن الصورة قاتمة، هناك إشارات قوية تبعث على التفاؤل والمشاركة.

واستجابةً لهذه البيئة الساخنة، تشهد البيئة التنظيمية والاجتماعية وضغوطات السوق تغيرات متسارعة، مما يتطلب من الشركات وأصحاب النفوذ والدول القومية مواءمة مصالحها مع مصالح المجتمع.

كما أن المشهد السياسي الوطني والدولي آخذ في التغير، مما يدفع إلى أنواع جديدة من التدخلات في السوق، ويغير تدفق رأس المال العام والخاص، ويغير توقعات المستهلكين والموظفين (وولائهم)، ويحث على تبني المزيد من نماذج أصحاب المصلحة في حوكمة الشركات.

هذا - في اعتقادي - يغير إلى الأبد محاور عمل السمعة والاتصالات. أما بالنسبة لأولئك الذين يعملون منا في مجال بناء أو إدارة السمعة - أي أخصائيي الاتصالات الاستراتيجية ومدراء الاتصالات - فإن هذا الأمر يعدّ تمهيداً لتغيير طال انتظاره.

فمسؤوليتنا إذن هي العمل وتقديم المشورة والنصح، والرواية بطرق تسد فجوة المصداقية بين ما يؤمن به قادتنا وعملاؤنا، وبين سلوكهم الفعلي.

الأمل ليس استراتيجية. بادر بالتحرك - على الصعيد العالمي وفي محيطك الخاص.

يتوقع المستهلكون والمواطنون اليوم وضوحاً تاماً للهدف من العلامات التجارية التي يحبونها (أو يقومون بإلغائها)، والدول التي ينتمون إليها. وهذا الأمر جيد.

وسيتعين على المتخصصين في مجال الاتصالات أثناء الأزمات والاتصالات الاستراتيجية أن يتحولوا بسرعة إلى استراتيجيات وحملات وروايات للاتصالات، لا تنقل الرؤية والاستراتيجية فحسب، بل تنقل المساءلة والشفافية أيضاً، مع البقاء على مقربة ممّا هو ضروري للأعمال.

هذا هو الموقف المسؤول والدقيق والناضج الذي يجب أن يتبناه محترفو الاتصالات، وهو موقف يجب أن يكون ممزوجاً أيضاً بالتطبيق العملي والوعي والتعاطف والشجاعة.

السباحةعكسالتيار، عند الضرورة.

هذا مطلبٌ مبالغٌ فيه، كما تقول.

إنّه كذلك.

سيخبرك استراتيجيّو السمعة المتمرسون ومحترفو الاتصالات المتمرسون بأنهم:

   • يقرؤون بنهم

   • يبقون فضوليين ومواكبين

   • يستمعون ليفهموا لا ليتفاعلوا

   • يتحلّون بروح القيادة والشجاعة

   • يبدون التعاطف، بالإضافة إلى الفطنة في العمل.

لا يتطلب الأمر مهارة فقط، بل يتطلب شجاعة - كما يقول البعض.

ومن خلال تجربتي الشخصية في شغل هذه الأنواع من المناصب على مدار العشرين عاماً الماضية، أضمن لك أنه على الرغم من التعقيد الذي يبدو عليه الأمر، إلا أن المردود مُرضٍ للغاية.

فكوني قريبة من مركز القرار، وكوني مستشارة موثوقة للقادة، أتاح لي ذلك التأثير على عملية صنع القرار، ورعاية السمعة التي تتسم بالشفافية والعمل. ونحن نعلم أن السمعة الطيبة لها قيمة مالية.

وحتى عندما اضطررت للانحياز إلى جانب أحد الأطراف، إلا أن معرفتي بأنني أملك القدرة على الدفع باتجاه المساءلة والجرأة من خلال كلماتي وعملي، تمنحني الأمل والتفاؤل بالمستقبل.

لقد كنت كحصاة صغيرة في بحيرة.

وأقول لمحترفي الاتصالات الاستراتيجية: استمروا في أن تكونوا تلك الحصاة.

المؤلفة بيانكا غوسBianca Ghose

بيانكا غوس خبيرة دولية في مجال الإعلام والتسويق والاتصالات. على مدار مسيرتها المهنية التي استمرت عشرين عاماً، قادت ملفّات اتصالات تسويقية للعديد من العلامات التجارية العالمية في الهند والولايات المتحدة وفرنسا. وهي معروفة بكونها مستشارة موثوق بها للمديرين التنفيذيين في مسائل استراتيجية العلامة التجارية، والسمعة والاتصالات الاستراتيجية، والاتصالات في الأزمات، وتحديد المواقع. ومنصبها الحالي هو منصب المدير العام ورئيس الاتصالات الاستراتيجية للرئيس التنفيذي في شركة ويبروWiproالعالمية لخدمات التكنولوجيا.

https://www.ipra.org/news/itle/itl-598-keep-being-that-pebble-rethinking-reputation-in-a-rapidly-warming-world/

ترجمة وتدقيق صَبَا إبراهيم سعيد

تحذير واجب.

لا يحق نشر أي جزء من منشورات ميديا & PR، أو اختزان مادته بطريقة الاسترجاع، أو نقله على أي نحو، سواء إلكترونياً أو ميكانيكياً أو خلاف ذلك دون الاشارة الى المصدر، تحت طائلة المساءلة القانونية

يرجى التواصل لطلب إذن الاستخدام:

info@ipra-ar.org


Follow IPRA:

اتصل بنا

Mobile1 : +961-70043459
Mobile2 : +963-116122067
Fax :+963-0116117020
Email :ingo@ipra-ar.org